رحمكِ الله يا......

أزمة !
لم أعد قادراً ..
إلا على ابتلاع .. الصدمة !
أحسست بالصدمة ..
و هي تمارس هواية الاقتلاع ..
لجدران فوادي ..
جداراً .. يتبعه ألف جداراً ..

مصدوم .. !
مشاعري كلها مصدومة ..
و صفاتي كلها مصدومة ..
حتى نبضات فرحي المحروم ..
هي أيضاً مصدومة ..

حتى توقعاتي ..
و حتى حيرتي في اختيار الهدية ..
حتى فكراتي ..
في اختراع فكرة زيارة لجدتي .. مسلية !
حتى ما اخترته من كلماتي ..
حتى ما حكته من عباراتي ..
كلها .. كلها مصدومة ..
بقدر قاسٍ .. يسمى " بالمنية " .. !

لا أدري ..
لماذا بالذات هذا التوقيت .. ؟
استغفر الله ..
استفغر الله ..
لماذا خطفها قدرها المميت .. ؟
استغفر الله ..
لماذا فجرت فرحتي ..
لماذا يا جدتي ..
بـ صوت مدوي الصيت ؟ !

أما كان لـ قدرك ..
أن يصبر فقط .. لـ يومين ؟!
معي أمنية عمرك ..
أسوقها بين اليدين ..

أما كان له أن يصبر ..
والله أني مفجوع ..
و الكلمات تهرب من الحبر ..
أقسى حتى .. من فاجعة موتك ..
و أكثر من ألم قلبي الموجوع .

ليتك تعرفين فقط ..
ما خلفه رحيلك ..
و الله ما عُدت أبتسم ..
و لا حتى عُدت أتألم ..
و ما عدت ..
حتى على أنا أتمتم ..


جدتي ..
لم أعد أسمع صوتك ِ الحاني ..
لم تعد تضحكك نكاتي ..
جدتي ..
أشعر بقدر كبير من حبك الخلاب ..
لكن قسوة تراب قبرك تفسده ..
أرى عطرك .. يمد يده ..
لكنه مجرد سراب .. سراب ..


جدتي ..
فُجعت بك جداً ..
بكيت عليك جداً ..
و جداً .. مشتاق إليك جداً ..
و أعلم جيداً
أنك عني الآن ..
بعيدة ..
جداً ..
جداً ..
جداً ..




رحمك الله يا جدتي ..
رحمك الله يا حبيبتي ..


لم يعد صدر الحبيب موطني .. لا و لا أرض الهوى المذبوح أرضي

لم يعد , يمكن أن أبقى هنا .. فهنا , يبكي على بعضي بعضي