قال الله تعالى
( إن الدين عند الله الإسلام )
أحبابنا الكرام
هناك عبارة غير صحيحة مخالفة لما جاء في الكتاب والسنة وهذه العبارة هي
( الأديان السماوية أو الأديان السماوية الثلاث )
والصواب أن لا دين سماوي نزل به سيدنا جبريل على أنبياء الله سوى دين الإسلام ،
والدين هو العقيدة وعقيدة كل أنبياء الله هي عقيدة لا إله إلا الله ،
قال تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام )
وقال تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )
ومما يدل من القرءان على أن الأنبياء عليهم السلام كانوا على الإسلام قوله تعالى
{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 132]
وقوله تعالى {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 52]
وفي حديث موطأ مالك (2/ 300)
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِاللهِ بْنِ كَرِيزٍ (1) ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ» .
وحديث صحيح البخاري (4/ 167)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ»
وحديث السنن الكبرى للنسائي (10/ 126)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي، أَوْ يَهُودِيٌّ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ لَا يُؤْمِنُ بِي إِلَّا دَخَلَ النَّارَ»
فيتبين مما ذكرنا أن الأنبياء كلهم كانوا على التوحيد والأدلة مما لم نذكر كثيرة والاختلاف بين الرسل لم يكن بالعقيدة بل كان بالشرائع وهي الأحكام العملية
ففي شرع أول الرسل والأنبياء أبينا ءادم عليه السلام كانت أمنا حواء عليها السلام تلد في كل بطن ذكر وأنثا وولدت أربعين بطنا وكان يجوز للأخ أن يتزوج من أخته من البطن الذي قبله أو الذي بعده أما أخته التي نزلت معه لا يجوز والحكمة كانت تقتدي ذلك لأن البشر في وقتها أب وأم وإخوة وهذا الحكم نسخ بشرع سيدنا شيث عليه السلام فما عاد يجوز للأخ أن يتزوج من أخته مهما بعدت عنه في الولادة ،
في بعض الشرائع فرضت صلاة واحد وبعضها صلاتين وفي شرع نبينا صلى الله عليه وسلم خمس صلوات ..... ونحو ذلك .
وأما بعض الأحكام التي خص الله بها أهل الكتاب من جواز الزواج من نسائهم والأكل من ذبائحهم إن ذبحوا ولم يشركوا على الذبيحة فهذا لحكمة من نحو تقريبهم إلى الدخول في الإسلام ونحو ذلك لا لأنهم معدودون من أهل الإيمان
قال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ } [آل عمران: 98 - 100]
وقال تعالى إخبارا عن سيدنا عيسى عليه السلام {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 116، 117]
والله تعالى أعلم وأحكم[/size]
[/size]