أنا لن أقولَ لمن أحبُّ وداعا
مهما تنكَّر وادَّعى وتداعى
أنا لن اقول لإخوة الحق الأُولى
مدّوا إليَّ من الجحود ذراعا
أنا لن أقول لهم ، سوى أنِّي
على حبي طويتُ فؤاديَ الملتاعا
ياإخوةَ الإسلام ، ليلي حالكٌ
والحربُ تكتب للفناء رقاعا
لو تسألون جبالنا ، لرَوَتْ لكم
عن حالنا مايُشعلُ الأوجاعا
فلربَّما نقلت لكم عن طفلةٍ
خبراً يزفُّ إلى الرُّؤوس صداعا
كم طاعنٍ في السِّن ، لم يلقَ الذي
يهبُ الأمانَ فؤادهُ المُرْتاعا
كم قريةٍ صارت يباباً بعدما
كانت حصوناً ضخمةً وقلاعا
كم ليلةٍ جُنَّت فما تركت لنا
قمراً ولا نجْماً يبثُّ شُعاعا
ساقتْ إلينا جحفل اللَّيل الذي
نشر المخاوف بيننا وأذاعا
غِبتم وربِّ البيت عنَّا ، ويحكم
أَوَما ترَونَ الصَّارِمَ القطَّاعا
غبتم ، فجاءَ لنا الصَّليب بخبزهِ
ومضى يقدِّم للفقير متاعا
جلبوا لنا قرص الدَّواء وإنَّما
جلبوا الدَّواء تظاهرا وخداعا
هم يكتمون لنا سوادَ قلوبهم
ويُبينونَ المظهَرَ اللَّماعا
صحنا بكم يا إخوتي ، لكنَّكم
لم تمنحوا أصواتنا الأسماعا
إنَّا لنبصِرُ كُلَّ يوم غارةً
شعواء ، تفتح للرَّدى المصراعا
للحرب إيقاعٌ رهيبٌ ، إنَّنا
ندعوا بألاَّ تسمعوا الإيقاعا
لو تجمعونَ لنا فُتاتَ طعامكم
يوماً ، لأشبع جيشنا إشباعا
ياقومنا لايخدعنَّكم الذي
جعَلَ النِّظام العالميَّ قناعا
ألقى لكم طُعم السلام خيانةً
وشرى به ماتملكونَ وباعا
صرف العدوُّ عن الجهاد قلوبكم
ياويلكم صرتم له أشياعا
نصبوا السلام لكم كميناً حقَّقوا
في ظلِّ سكرتكم بهِ الأطماعا
تتقلبونَ على وسائد لهوكم
والطفل يطلب منكم المقلاعا
وقريحة الأجفان تطلب نُصرةً
منكم ، وعن شرف العفاف دفاعا
ماقيمة الدنيا إذا عشتم بها
في ظلِّ تجار الهوى اتباعا
لا تحسبوا نار الصراع بعيدةً
عنكم ، فكم يلد الصراع صراعا
يامن تظنُّ البحر رهواً إنَّما
أبصرتَ في بحر الحياة القاعا
أدرك حقيقة ماجرى لك إنَّما
أُوهمت أنك قد ركبتَ شراعا
أوهمت أنك قد غدوت مبجلاً
في النَّاس مرفوعَ المكان مُطاعا
قد مات مهما ظلَّ حيّاً بيننا
من مدَّ للباغي يداً وانصاعا
إنَّ الذي منح الولايةَ ظالماً
مثل الذي منح الولاء سُواعا
ياقومنا مازال ليلُ جراحنا
يغتال من بعدِ البِقاعِ بقاعا
لاتسألوا التلفاز عن أخبارنا
كلاَّ ، ولا تستخبروا المذياعا
فوسائل الإعلام تنظر نحونا
شَزَراً ، وتوقِعُ بيننا إيقاعا
هي مسرحٌ للشَّائعات كم ادَّعى
فيها علينا كاتبٌ وأشاعا
ياقومنا للموج منطقهُ فمَا
يرضى محاورةً ولا إقناعا
إنَّا لنُبصرُ في صفوف عدوِّنا
ما لا ترون تمزُّقاً ونزاعا
غسل الجهادُ عيوننا فبها نرى
غنماً يراها القاعدونَ سباعا
لم يهزمونا في ميادين الوغى
كلاَّ ، ولكن زعزعوا الأوضاعا
إنْ ضاعت الأمجاد منكم فاعلموا
أنَّ الولاءَ لربِّنا ماضاعا
سنظلُّ نزرعُ بالجهاد ربوعنا
مجداً ونبني بالجهاد قلاعا