مقال حول المشكلة والإشكالية بطريقة المقارنة
المقدمة :
لكي يحقق الإنسان التكيف مع العالم المحيط يتساءل حول ظواهره لأجل أن يفهم هذه الظواهر ويجد تفسير لها فبعضها يصطبغ بصبغة المشكلات تكون الدهشة هي الدافع فيها وبعضها يصطبغ بصبغة الإشكاليات يكون الإحراج مصدرا لها
هذا يوحي بأنهما مختلفان فإلى أي مدى يمكن أن نأخذ بهذا الموقف ؟
ما طبيعة العلاقة بين المشكلة والإشكالية ؟
محاولة حل الإشكالية:
إن الإشكالية مصدرها الضيق والحرج وقضاياها يمكن الإقرار فيها بالإثبات أو النفي أو الإثبات والنفي معا فهي معضلة فلسفية لا يقتنع فيها الباحث بحل لموضوع ما لذلك فمجال حلها مفتوح وهي تؤدي إلى المشقة الزائدة وإن السؤال فيها يتفرع إلى سؤال آخر لا يصل صاحبها إلى حل نهائي
أما الإشكالية فمصدرها الدهشة والحيرة وهي تعبر عن الأمر الصعب الملتبس الذي يوجد الفضول والشك والريب فهي معضلة جزئية ضمن معضلبة كلية هي الإشكالية التي مجال بحثها أوسع وتتضمن مجموعة مشكلات جزئية
هذا فيما يخص نقاط الإختلاف بين المشكلة والإشكالية أما نقاط التشابه فهي كالآتي:
كل من المشكلة والإشكالية تكون الدهشة مصدرا له
كل منهما يحتاج إلى تحليل وبحث وجهد وتحريك للذات
كلاهما يعبران عن السؤال الفلسفي الذي يهدف إلى تحصيل المعرفة(الكشف عن حقيقة الأشياء )
كلاهما يهدف إلى إزالة الغموض وفك الإلتباس الناتج عن تعاكس القضايا
طبيعة العلاقة:
إن المشكلة جزء من الكل الذي هو الإشكالية لذلك فالكل لا يكون كلا إلا إذا جمع شتات أجزائه والجزء لا ينفرد إلا بتميزه عن الكل فالمشكلة الفلسفية التي ينطلق منها الموضوع قد تتحول إلى إشكالية كما أن الموضوع الذي ينطلق من إشكالية بعد تأمل وحكمة وغربلة فكرية قد يتحول إلى مشكلة بمعنى أن المشكلة يمكن أن تقترب من حل الإشكالية
الخاتمة:
تتميز الإشكالية عن المشكلة كونها أكثر إتساعا وشمولا فهي قد تحتوي على مجموعة مشكلات غير ان كل منهما ضروري في مسيرة بحث الإنسان عن الحقيقة (مثال ذلك طرق التعلم والتربية).
[center]بقلم الأستاذة برباش[/center]