بي من حنين القلب ما لا يوصفُ *** شوقٌ على أغصان قلبي يهتِـف
لغةٌ من الشعر الأصيل تمد لـي *** جسراً،وعن أسرار قلبي تكشِفُ
لغةٌ تلاقى تحت ظل بيانها *** حبي وأشواقي وحسي المرهف
لغةٌ إلى القـرآن تسلـم وجههـا *** فيصونهـا القـرآن ممّـا يُتلـف
لغةٌ غرستُ على يديها أحرفي *** ستظل تورق في يديها الأحرف
لغةٌ عبرت بها المشاعر عذبةً *** خضراء من سُبل الركاكة تأنف
لغةٌ تُلامس من شغاف قلوبنا *** ما يجعل القلب المتيمَ يُشغف
حمّلتُها فرح الفؤاد وحزنه *** فليعرف المعنى الذي لا يعرف
شعري يسافر بي فما من روضةٍ *** إلا وفيها للقصيدة موقف
الحب ميدانِ وخيلي لم تزل *** بالركض في ميدان حبي تعزف
لصهيلها لغةٌ على ترنيمها *** يصغى الثرى سمع المحب ويرهف
المشرقان تطلعا وتشوفا فإذا *** جناحي بالسماء يرفرف
من أنت ؟،قلت: أنا المحب لربه *** ولدينـه، أنا مسلم متعفـف
أنامـن يُوطّـئ للعقيـدة فنّـه *** ومن التملق في الهـوى يتأفـف
أنا ذلك الإنسـان أقـوى تـارة *** في وجه أحلامي وأخرى أضعف
قالوا يحدثك النسيم فقل له شيئاً *** فقلت نسيم حبي ألطف
قالوا يحدثك الهلال فقل له شيئاً *** فقلت لعله لا يخسفُ
قالوا يحدثك الحبيب فقل له شيئاً *** فطار إليه قلب مدنفُ
يا مشرق الإيمان فجرك ضاحك *** يزهو وشمسك فوقنا لا تكسـف
من مهبط الوحي المبين تدفقـت *** أنهار نـورك والقلـوب تلّهـف
فإذا نفوس الناس تعـرف دربهـا *** بعد الضياع، وبالهـدى تتشـرف
امدد يديك إلى قلوب لـم تـزل *** في درب حيرتها العميقة تزحف
قل للذين تـرددوا فـي أمرهـم *** كم يخسـر المتـردد المتخـوف
هذي الغصون المورقات تساءلت *** أين الذي يجني الثمـار ويقطـف
ما زلتُ أسمعها تنادي والأسى *** يدنواإليها والرضا يتخلف
يا طائراً ما زلتُ أسمع لحنه *** وأراه نحو مدارِنا يتشوف
اقبل فإن الدوحة الغنّاء *** ما زالت تكرم من أتى وتضيّف
اقبل فإن العش عشٌ آمنٌ *** اقبل فإن الغصن غصنٌ أهيف
أزهـار روضتنـا يبللها الهـدى *** والفجر مـن أوراقهـا يترشـف
الديـن ديـن الله لا يأتـي بــه *** شيخٌ،ولا يملي هـداه الأسقـف
موسى وعيسى والنبـي محمـدٌ *** رسلٌ بتوحيد المهيمن عرفوا
لم يشركوا في حكمـه أحداً ولـم *** يتوجهـوا لسـواه أو يتزلـفـوا
الديـن عنـد الله دِيـنٌ واحــدٌ *** والله فـردٌ واحـدٌ متـصـرف
دين به خُتمت رسـالات الهـدى *** وأتى بما فيهـا وزاد المصحـف
لو أن موسى كان حيـاً لاقتـدى *** بمحمد وسمـا لديـه الموقـف
حتى نبي الله عيسى عندما يأتي *** سيحكم بالكتاب وينصف
يا طائرا شرب الليالـي غربـة *** ما بال جرحك في فؤادك ينـزف
في دوحة الإسلام أشجـارٌ لهـا *** ظلٌ على وادي المحبة يشـرف
سافر إليها قبل أن تقف الـرؤى *** خلف السراب فلا يفيـد تأسـف
القـول سهـل باللسـان وإنمـا *** بالفعل يمتحن الفتـى ويصنّف
عبد الرحمان العشماوي